في هذا العام أيضًا تنشر المنظّمة الحقوقية “ييش دين” ورقة معطيات حول مدى فشل شرطة لواء شاي في التحقيق بحوادث تمّ خلالها قطع، إحراق، إتلاف وسرقة أشجار زيتون وأشجار مثمرة أخرى تابعة لفلسطينيين في الضفة الغربية. يأتي نشر المعطيات التي تتطرّق للسنوات 2005-2013، على خلفية حلول موسم قطف الزيتون، وبعد توثيق حالات عديدة من الاعتداء على الأشجار في كل أنحاء الضفة، في الأسابيع التي سبقت نشر هذه المعطيات.

تشير المعطيات إلى فشل الشرطة الإسرائيلية الذريع في التحقيق ومحاسبة مرتكبي المخالفات التي تحوّلت إلى رمز من رموز الاحتلال – أي الاعتداء على أشجار زيتون وأشجار مثمرة أخرى وإتلافها. المعطيات معروضة على خريطة تكشف مواقع الاحتكاك التي تمّ فيها توثيق أعلى نسبة من الاعتداءات على الأشجار. هذه المناطق معروفة للجيش والشرطة، وهي تشكّل مراكز لأعمال جنائية يرتكبها مدنيون إسرائيليون ضد مدنيين فلسطينيين وممتلكاتهم طيلة أيام السنة.

القرية الفلسطينية التي تعرّضت لأكبر عدد من الاعتداءات على الأشجار هي قرية بورين، حيث تمّ توثيق عدة مخالفات بينها اعتداء همجيّ نفّذه ملثّمون مسلّحون بهراوات على فلسطينيين ومتطوّعين إسرائيليين من منظّمة “حاخامين من أجل حقوق الإنسان” أثناء قطفهم الزيتون. وقد أسفر الاعتداء عن جريحَين فلسطينيين وآخرَين إسرائيليَّين.

منذ عام 2005 وحتى حزيران 2013 وثّقت “ييش دين” 211 حادثة اعتداء متعمّد على أشجار مثمرة في الضفة الغربية باشرت الشرطة بالتحقيق فيها. من أصل 211 ملف تحقيق تمّ فتحها في لواء شاي بين السنوات 2005-2013، أفضت أربعة فقط إلى تقديم لوائح اتّهام؛ بينما أُغلق 183 ملفًّا (97.4% من مجمل الملفّات) مما يدلّ على عمق الفشل الشرطوي، علما أن التحقيق في هذه الملفّات قد انتهى والنتائج معروفة ل”ييش دين”.

نسبة الفشل لدى شرطة لواء شاي في التحقيق بالاعتداءات المتكرّرة على الأشجار هي واضحة للعيان، وهي أعلى حتى من نسبة الفشل العامة لدى لواء شاي في التحقيق بمخالفات ارتكبها إسرائيليون ضد فلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية. وتعني المعطيات الأخيرة أن قدرة شرطة لواء شاي على العثور على المخالفين ومحاكمتهم بتهمة الاعتداء على أشجار الفلسطينيين، تكاد تكون معدومة.

يعتبر إتلاف أشجار الزيتون وأشجار أخرى تابعة لفلسطينيين اعتداءً بالغ الشدّة على ممتلكاتهم، وهو يمّس بشكل مباشر برفاههم الاقتصادي، علمًا أن الكثيرين من مواطني الضفة الغربية الفلسطينيين يعتمدون على الزراعة، وبالذات على فرع الزيتون، كمصدر دخل أساسي يوفر المعيشة لنحو مئة ألف عائلة.