دمجت المحكمة العليا في قرارها، الصادر في تشرين أول-أكتوبر 2017، عدّة مقولات تقرّ بأنّ القائد العسكريّ مخوّل للمسّ بحقوق الملكيّة للفلسطينيّين في الضفة العربيّة، لصالح أهداف حصريّة للمستوطنات الإسرائيليّة. تناقض تحديدات هذا القرار القانون الإنسانيّ الدوليّ والقرارات السابقة للمحكمة العليا، وتفتح الباب على مصراعيه للمسّ الشديد بحقوق الإنسان للفلسطينيّين في المناطق المحتلة.

التحديدات التي أقرّها قرار محكمة العدل العليا 794/17, زيادة وآخرون ضد قائد قوات الجيش في الضفة الغربيّة وآخرين، الذي اتخذّ في شباط-فبراير 2017 ووضع حدًا لنية إسرائيل بأن تقيم، على أراضٍ فلسطينيّة خاصّة، موقع مساكن بديلة لمستوطني البؤرة الاستيطانيّة غير القانونيّة عمونا. وجاء في قرار قضاة المحكمة العليا أنّ المخطط الذي اقترحته الدولة يتضمّن مسّا غير متناسب في حقوق أصحاب الأراضي ولذلك يجب إلغاءه، لكنهم، بالمقابل، أضافوا في تفسيراتهم بأنّ القائد العسكريّ يملك، عمومًا، صلاحية للقيام بذلك.

لم تتأخر تفسيرات هذا القرار عن إحداث تأثيرها البالغ والواسع على حقوق الإنسان للفلسطينيّين في الضفة الغربيّة. فبعد أيام قليلة من إعلان هذا القرار، نشر المستشار القضائيّ للحكومة رأيًا يقرّ فيه بأنّ الوضع القانونيّ تغيّر ولا مانع بعد الآن من مصادرة أراضٍ فلسطينيّة خاصة للصالح العام، حتى لو كانت المنطقة المصادرة ستخدم فقط مجتمع المستوطنين الإسرائيليّين في الضفة.

على أثر تفسيرات قرار الحكم، التي غيّرت موقفًا قضائيًا تقليديًا كان متّبعًا منذ سنين طويلة، قدّم أصحاب الأراضي الفلسطينيّون من خلال منظمة “يش دين” طلبًا لمداولة إضافية حول القرار بتركيبة موسّعة للاستئناف.

أقرّت رئيسة المحكمة العليا، إستر حيوت، في أيّار 2018، بأنّ قرار محكمة العدل العليا-زيادة هو فعلا “يناقض […] تشريعات سابقة ويتضمّن تجديدًا وكذلك صعوبة”، ولكن بما أنّ الحديث يدور عن “قول عابر” لم يؤثر على حسم قرار الدعوى، لا يمكن القول إنّ نهجًا جديدًا قد أُقرّ ولا أنّ القرار يملك قوة سابقة قانونيّة في المستقبل. وأضافت الرئيسة أنّ “في كل مرة ستكون فيها حالات تثير مثل هذه الأسئلة التي يطرحها مقدّمو الدعوى، سيخضع الأمر للمراجعة القضائية”.

تحلل ورقة الموقف قرار المحكمة العليا في قضية زيادة، التي رغم عدم إقرارها كنهج جديد، إلا أنّ هناك خطر  بأنّ يتم استغلالها من قبل إسرائيل لزيادة المسّ في حقوق الملكيّة للفلسطينيّين.