كما في كل عام بحلول موسم قطف الزيتون، تنشر منظّمة “ييش دين” معطيات محدّثة حول مدى فشل شرطة لواء يهودا والسامرة بالتحقيق في حوادث قطع، إحراق، إتلاف وسرقة أشجار زيتون وأشجار مثمرة أخرى يمتلكها فلسطينيون في الضفة الغربية.
يتبين من المعطيات التي تتطرّق للسنوات 2005-2012، أنّ ملف تحقيق واحد فقط من أصل 162 ملفًّا تابعتها منظّمة “ييش دين” خلال هذه الفترة، قد أفضى إلى تقديم لائحة اتّهام بحقّ المشتبه بتورّطهم في الاعتداء على أشجار تابعة لفلسطينيين. وتمّ تقديم لائحة الاتّهام هذه فقط بعد أربع سنوات على وقوع الحادث. (يُشار إلى أن المحاكمة في هذا الملفّ انتهت في عام 2015 بإدانة المتّهمين بارتكاب مخالفة أقلّ خطورة وذلك ضمن تسوية قضائية). وقد تمّ خلال هذه الفترة إغلاق 142 ملفًّا في ملابسات تدلّ على فشل المحقّقين في أداء واجبهم.
لا تتابع “ييش دين” كافة التحقيقات في حوادث يعتدي خلالها مدنيون إسرائيليون على أشجار تابعة لفلسطينيين في الضفة الغربية. مع ذلك، تعتمد المعطيات التي تكشف عنها ورقة المعطيات على عيّنة واسعة من ملفّات التحقيق، مما يتيح إجراء فحص يمثّل الوضع العام لنتائج التحقيق في المخالفات المذكورة. وتشير نتائج المتابعة التي تجريها المنظّمة إلى فشل شرطة لواء شاي المستمر في التحقيق في مخالفات الاعتداء على الأشجار.
فشل شرطة لواء شاي هذا في التحقيق بمخالفات الاعتداء على الأشجار هو أحد أوجه الفشل المتواصل وواسع النطاق في تطبيق القانون على المدنيين الإسرائيليين المشتبه بتورّطهم في ارتكاب مخالفات على خلفية أيديولوجية ضد مدنيين فلسطينيين في المناطق المحتلة. معطيات منظمة “ييش دين” حول مجمل ملفات التحقيق التي تتابعها، تشير إلى أنه في أقل من %9 فقط من هذه الملفات ينتهي التحقيق بتقديم لوائح اتّهام.
امتناع الحكومة الإسرائيلية عن العمل بحزم على تحسين وضع تطبيق القانون على المدنيين الإسرائيليين المشتبه بتورّطهم في ارتكاب مخالفات جنائية ضد فلسطينيين وممتلكاتهم، يعني الإخلال بواجبها حماية المدنيين الفلسطينيين في المناطق المحتلة الخاضعين للاحتلال العسكري الإسرائيلي.
اقرؤوا ورقة المعطيات