مع اقتراب حلول موسم قطف الزيتون، نشرت منظّمة “ييش دين” معطيات حول مدى فشل شرطة لواء يهودا والسامرة بالتحقيق في حوادث قطع، إحراق، إتلاف وسرقة أشجار زيتون وأشجار مثمرة أخرى يمتلكها فلسطينيون في الضفة الغربية. في الأسابيع التي سبقت نشرت التقرير، تم توثيق عدة اعتداءات على الأشجار في كل أنحاء الضفة الغربية.
تشير المعطيات التي تتطرّق للسنوات 2005-2011، إلى أنّ ملفَّ تحقيق واحد فقط من أصل 127 ملفًّا تابعتها ييش دين، قد أثمر عن تقديم لائحة اتّهام بحقّ المشتبه بتورّطهم في الاعتداء على أشجار تابعة لفلسطينيين، وذلك حتى موعد نشر المعطيات. كما تمّ تقديم لائحة الاتّهام هذه بعد أربع سنوات على وقوع الحادث. (تجدر الإشارة إلى أن المحاكمة في هذا الملفّ انتهت عام 2015 بإدانة المتّهمين بتهمة أقلّ خطورة ضمن تسوية قضائية).
لا تطمح منظّمة “ييش دين” لتوثيق جميع المخالفات التي يرتكبها مدنيون إسرائيليون ضد فلسطينيين وممتلكاتهم، ولكن ملفات التحقيق التي تتابعها المنظّمة تشكّل عيّنة كبيرة جدا تدلّ على وضع مجمل ملفّات التحقيق التي تديرها شرطة لواء شاي والمتعلقة بمخالفات على خلفية “أيديولوجية”.
تُظهر المتابعة التي تقوم بها “ييش دين” أن عدد حوادث الاعتداء على الأشجار التي يثمر التحقيق فيها عن تقديم لوائح اتهام هو ضئيل جدا قياسًا بعدد الحوادث التي ينتهي التحقيق فيها بالفشل. فشل شرطة لواء شاي في التحقيق في حوادث الاعتداء على الأشجار، والمتواصل منذ سنوات، هو أحد أوجه الفشل في تطبيق القانون على الظاهرة واسعة النطاق المتعلّقة بالمخالفات على خلفية أيديولوجية التي يتورّط فيها مدنيون إسرائيليون ضد مدنيين فلسطينيين في المناطق المحتلة.
طالما تمتنع الحكومة الإسرائيلية عن العمل بشكل قاطع لتعزيز تطبيق القانون على المدنيين الإسرائيليين الذين يعتدون على فلسطينيين وممتلكاتهم، فإنّها بذلك تخلّ بواجبها حماية المدنيين الخاضعين لاحتلالها العسكري.
اقرؤوا ورقة المعطيات