تنشر المنظّمة الحقوقية “ييش دين” ورقة معطيات تشتمل على معطيات حول تطبيق القانون على مدنيين إسرائيليين اعتدوا على مدنيين فلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية بين السنوات 2005-2014. تشير المعطيات إلى إغلاق نحو %85 من ملفّات التحقيق في هذه الحالات في ملابسات تدلّ على فشل الشرطة في التحقيق.
تابعت “ييش دين” في العقد الأخير معالجة الشرطة ل1104 ملفّات تحقيق تمّ الشروع بها على أثر شكاوى قدّمها فلسطينيون تعرّضوا، هم أو ممتلكاتهم، لاعتداءات من قبل مدنيين إسرائيليين. المخالفات الموثّقة هي بمعظمها أعمال عنف، مثل الضرب ورشق الحجارة، ومخالفات تتعلّق بانتهاك ممتلكات، كالاعتداء على أشجار زيتون، إضرام حريق، إلحاق أضرار بمعدّات زراعية وسرقات.
من أصل 1026 ملفًّا أنهت أجهزة التحقيق والادّعاء معالجتها: أُغلق 940 ملفًّا (%91.6) دون تقديم لوائح اتّهام؛ فيما أفضى 75 ملفًّا (%7.3) فقط عن تقديم لوائح اتّهام.
الاستنتاج الواضح من ورقة المعطيات هو أنّ الفشل الشرطوي يساهم في تفاقم جسارة المعتدين على ارتكاب أعمالهم الجنائية داخل القرى الفلسطينية وداخل بيوت أو ساحات بيوت تابعة لفلسطينيين. للمخالفات التي تقع داخل حدود القرى الفلسطينية انعكاسات بعيدة المدى على ضحايا المخالفات، إذ أنها تمسّ بالأمن الشخصي ليس فقط لدى ضحايا الاعتداءات أنفسهم بل لدى جيرانهم وأقاربهم الذين يشعرون بالعجز إزاء هذه الأعمال. مثال ساطع على ذلك هو حادثة إضرام النار في منزل عائلة دوابشة في قرية دوما في 31.7.2015، والتي أسفرت عن مقتل الطفل علي على الفور ووفاة والديه، سعد وريهام، لاحقًا في المستشفى متأثّرين بجراحهما.
الاعتداء على أشجار الزيتون
منذ عام 2005 وثّقنا 260 حادثة اعتداء على أشجار زيتون وأشجار مثمرة أخرى تابعة لفلسطينيين مواطني الضفة الغربية، شرعت شرطة شاي بالتحقيق فيها. غير أنه في ستة حالات فقط تمّ تقديم لوائح اتّهام، في حين أُغلق %95.6 من الملفّات بسبب فشل الشرطة في التحقيق. وتعتبر هذه أعلى نسبة فشل في التحقيق بحالات الإجرام الأيديولوجي.
يقع معظم حوادث إتلاف الأشجار في مناطق احتكاك معروفة لسلطات تطبيق القانون الإسرائيلية، أبرزها منطقة عيمق شيلو (شمال رام الله)، منطقة يتسهار (بالقرب من نابلس) ومنطقة جنوب جبل الخليل. أُرفقت بورقة المعطيات هذه خريطة تبيّن بالرسم البياني تزايد الاعتداءات في مناطق الاحتكاك.
في موسم قطف الزيتون في عام 2015 أيضًا، تمّ توثيق حوادث عنف وإتلاف أشجار في مناطق الاحتكاك المذكورة. بين هذه الحوادث، الاعتداء على الحاخام أريك أشرمان من منظّمة “حاخامون من أجل حقوق الإنسان” ومحاولة طعنه من قبل ملثّم بالقرب من مستوطنة إيتمار، وأصيب مدنيّان فلسطينيان ومواطن بريطاني بجروح لتعرّضهما لاعتداء أثناء عملهم في كروم قرية بورين بالقرب من مستوطنة يتسهار.