تُعتبر العلاقة مع الأرض جزءًا لا يتجزّأ من الهُوية الذاتيّة والجَمعيّة لدى المزارعين الفلسطينيّين في الضفّة الغربيّة. ومن بين مختلف أنواع الزراعة والعمل في الأرض، اكتسبت زراعة وتنمية أشجار الزيتون أهميّة كبيرة جدًا، لدرجة أنّ شجرة الزيتون –بثمارها وأوراقها وغصونها- تحوّلت إلى رمز وطنيّ حقيقيّ. على مرّ سنوات الاحتلال والاستيطان الإسرائيلييْن في أراضي الضفة الغربيّة لحق بهذه الزراعة التقليديّة ضرر جسيم، أخذ يتعاظم مع الوقت، إمّا بسبب العنف المباشر الذي يمارسه الجنود والمستوطنون، وإمّا كمُحصّلة لجهاز التنسيق في الضفة الغربيّة. ويحوي هذا التقرير معلوماتٍ تتعلق بجنح ومخالفاتٍ من هذا النوع، اُرتكبت ضدّ مزارعين فلسطينيّين وممتلكاتهم أثناء موسم قطف الزيتون عام 2019.

توجّه الطاقم القانونيّ في منظمة “ييش دين” إلى جهات إنفاذ القانون في الضفّة الغربيّة، قبل بدء موسم الزيتون. ووردت في هذه التوجّهات مطالبُ مزارعين من عدّة قرى، الغاية منها التسهيل على مسار قطف الزيتون نفسه، وحمايتهم من المستوطنين. وقد اِختيرت المناطق العينيّة استنادًا إلى أحداثٍ جنائيّة ومشاكلَ في الوصول إلى الأراضي، والتي وُثّقت جميعها في مواسم القطف خلال سنوات سابقة.

عملت “ييش دين” أثناء موسم القطف نفسه على متابعة ما يحدث في هذه القرى وفي أرجاء الضفة الغربيّة. وجمع باحثو المنظمة الميدانيّون إفاداتٍ تتعلّق بـ 28 حالة منفصلة تتعلق بعنف المستوطنين، قُمنا بتقسيمها إلى 5 فئات:

– 7 حالات من عنف المستوطنين

– 20 حالة من إلحاق الأذى بالمُمتلكات، من بينها 16 حالة تتمحور في سرقة الزيتون، و4 حالات تتعلّق بإتلاف الأشجار

– حالة واحدة تتعلق بالاقتحام الزراعيّ

من بين هذه الملفات، قُدّمت 6 شكاوى للشرطة. أمّا بخصوص الحالات الـ 21 الأخرى فقد فضّل الفلسطينيوّن عدم تقديم شكاوى، لأنّهم في الغالب فقدوا الثقة في منظومة إنفاذ القانون في الضفة الغربيّة (لتفاصيل أوفى حول هذه الظاهرة يمكنكم معاينة ورقة المعلومات “يتفادون الشكوى” في موقع “ييش دين”). إلى جانب ذلك، وفي أعقاب حالة متواصلة قام خلالها الجنود بمنع الوصول إلى أراض زراعيّة تابعة لقرية قريوت، قدّمت منظمة “ييش دين” التماسًا إلى المحكمة العليا باسم مزارعين فلسطينيّين.

استنادًا إلى مُلخّص هذه الأحداث، يتّضح أنّ الجهات المسؤولة عن إنفاذ القانون في الضفّة الغربيّة لم تنجح في منع حالات كثيرة من العنف والسرقة والتدمير. وزدْ على ذلك أنّ الجنود كانوا ضالعين مباشرة في منع الوصول إلى الأراضي الزراعيّة، بشكل مُمنهَج وغير مُبرّر، بما يخالف تمامًا الأحكام والتعليمات التي نشرها الجيش الإسرائيليّ نفسه. تدعو “ييش دين” سلطات الدولة إلى تمكين سير موسم قطف الزيتون بشكل سويّ في كلّ عام، والحفاظ على سلامة المزارعين الفلسطينيّين.